الخميس، 23 سبتمبر 2010 | By: محمد النعماني

قصة نحاح GOOGLE - الجزء1

يتناول الكتاب قصة نجاح اكبر مشروع على شبكة الانترنت في وقتنا المعاصر
ويدور بنا في فلك تكوين مؤسسة جوجل العريقة التي أصبحت لأسهمها قيمة أكبر
من تلك المتوفرة لشركتي جنرال موتورز وديزني لاند مجتمعتين في اقل من ستة
أعوام. ويتعرض إلى قصة نجاح تكررت كثيرا في أمريكا واعتمدت على الإيمان
بفكرة ما حتى ولو كانت مجنونة مع المثابرة والجهد بالإضافة إلى التفكير
العقلاني واستغلال الفرص المتاحة والانخراط في العمل المضني لتنفيذها.

ولا تغيب عن الكاتب روح الدعابة فعلى الرغم من تناوله لأدق التفاصيل
الفنية والاقتصادية في طريق تكوين المؤسسة والسبل التي حصلت بها على
التمويل اللازم لتنمو وتترعرع، فانه يستعرض فيه كيف يتناول العاملون في
جوجل الغذاء في حجرة طعام يشرف عليها طباخ فرقة الروك الشهيرة “ذا غريتفول
ديد” و يتنقلون للشركة كل صباح على أحذية التزلج و السكوترز.
ويتطرق كاتبا الكتاب ديفيد فيس ومارك مالسيد للكيفية التي كون لاري بيج
Larry Page وسيرجي برين Sergey Btin طالبا الدكتوراه في جامعة ستانفورد
Stanford University المؤسسة واستخدامهما لأفضل تقنيات علم الكمبيوتر
وأحسنها سواء فيما يختص بالأجهزة والمعدات أو البرمجيات لأحدث ثورة في
طريقة تخزين وترتيب المعلومات للوصول إليها في اقل وقت من أي مكان حول
العالم عن طريق ابتكار الغوريزم خاص أطلقا عليه طريقة ترتيب صفحات الويب.
عدم الاعتراف بالمستحيل
ومن وجهة نظر الكاتبين فان الاختراعات والمشاريع التي نجحت واحدثت ثورة
تكنولوجيا جبارة خلال العقد الأخير اعتمدت على التعاون بين فردين لا على
عالم او شخص واحد وحسب كما كان في الماضي.
ويشيران الى ان الماضي
شهد اختراع اديسون للمصباح الكهربائي وغرهام بيل للهاتف بمفردهما اما
الحاضر فقد شهد تعاون بيل غيتس و بول آلان لتكوين مايكروسوفتوستيف جوبس
وستيف وزنياك لانشاء مؤسسة ابل ماكنتوش.
وعلى غرار ذلك يحكي
الكاتبان كيف التقى لاري بيج وسيرجي برين في جامعة ستانفورد خلال عزمهما
الحصول على شهادة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر واتفاقهما على تحويل مشروع
الحصول على الدكتوراه إلى مشروع ضخم يفيد العالم.
يؤكد الكاتبان
في المقدمة أن موقع جوجل تغلغل في نسيج الحياة اليومية لملايين البشر حتى
أصبح من المستحيل الاستغناء عنه، فالسرعة التي يتم بها الاستجابة للملايين
من طلبات البحث التي تتم كل ثانية من أماكن متفرقة حول العالم في نظريهما
هي ضرب من ضروب السحر.
ويلفتان إلى أن استخدام الملايين لموقع
جوجل بأكثر من مئة لغة حول العالم دفع الكثيرين إلى اعتبار أن الانترنت هي
في الحقيقة جوجل. بالإضافة إلى أن استعمال لفظ جوجل بدلا من لفظ البحث على
الانترنت في كثير من المواقف اليومية لملايين البشر حول العالم هو اكبر
دليل على نجاح المؤسسة في تغيير الطريقة التي يفكر بها العالم.
يتناول الكتاب كذلك كيفية صناعة ماكينة البحث الخاصة بجوجل وكيفية
انتصارها على منافسيها الذين كانوا على استعداد لبذل قصارى الجهد والمال
للوصول إلى الأمر ذاته بالإضافة إلى مستقبل الموقع والخدمات التي يوفرها.
يؤكد جون هنس رئيس جامعة ستانفورد واحد أعضاء مجلس إدارة مؤسسة جوجل في
الكتاب على تفوق وتميز الشركة من حيث طريقة الدمج بين البرمجيات التي صممت
خصيصا لإتباع طريقة فريدة ومثيرة في تنظيم المعلومات واستخراجها بسرعة
فائقة والماكينات والأجهزة التي تقوم بتشغيلها. ويشير إلى أن ماكينات
وأجهزة الكمبيوتر في المؤسسة يتم تجميعها في أماكن سرية داخل مجمع الشركة
في وادي السيلكون بكاليفورنيا، وإنها صممت خصيصا لاستغلال احدث
التكنولوجيات في منظومة رائعة للوصول إلى أفضل أداء لاسترجاع المعلومات
بسهولة ويسر فضلا عن السرعة الفائقة.
ويضيف أن تلك المنظومة
الرائعة تعمل على استخدام برامج تقوم بتكسير أي طلب بحث من على موقع
الشركة إلى مجموعة اصغر من الطلبات تقارن بسرعة شديدة بالمعلومات التي تم
تخزينها وتنظيمها في وقت سابق.
ويوضح هنس أن شركة أي بي ام IBM
حلت معضلة معالجة البيانات في أجهزة المين فريم Main Frame منذ عدة عقود،
كما ساهمت انتل ومايكروسوفت في إحداث ثورة طورت الحاسبات الشخصية. أما
اليوم ففقد وضعت الانترنت التي هي في الأساس مشروع لوزارة الدفاع
الأمريكية البنتاجون عددا من الشركات مثل ebay و Yahoo وAmazon في المقدمة.
في البداية يتناول الكاتبان كيف تمكن سرجي برين و لاري بيج من تحويل مشروع
التخرج للدكتوراه إلى مشروع يدر بلايين الدولارات مؤكدين ضرورة تبني
الأفكار الصعبة والبحث عن حلول متغيرة وبديلة بناء على مبدأ المحاولة على
الرغم من استحالة التطبيق.
ويستعرض نشأة كل من سيرجي برين ولاري
بيج واشتراك الاثنين في نفس الاهتمامات والطموحات بالإضافة إلى المهارات
التي يكمل كل منهما بها الآخر. فسيرجي من جهة صاحب صوت عال ومنطلق يرغب
دائما في أن يكون داخل دائرة الضوء ومحور اهتمام الآخرين، أما لاري فعلى
النقيض هادئ ومتأمل لا يحب الكلام.

0 التعليقات:

إرسال تعليق